إن إنصاف الإسلام للمرأة وتكريمه لها لايعني مساواتها بالرجل أو الإهمال لماخلقت لأجله ومهمتها في الحياة أو غض الطرف عن ماتتصف به من نقص ، وإنما هو رفع للظلم الذي كان واقعا عليها ووضع لها في مكانها الصحيح الملائم لفطرتها وقدراتها .
وقبل أن نتحدث عن تكريم الإسلام للمرأة لابد وأن نعرج على المرأة في العصور السابقة له باختصار شديد
أولا : المرأة في الحضارة الإغريقية :
قال سقراط الحكيم : إن وجود المرأة هو أكبر منشأ ومصدر للأزمة والانهيار في العالم إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ظاهرها جميل ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالا , ويراها كأنها طفل كبير وأنها كالوردة تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها . ([1])
ويقول :
إن المرأة رجل غير كامل وقد تركتها الطبيعة في الدرك الأسفل من سلم الخليقة ويقول : إن المرأة للرجل كالعبد للسيد والعامل للعالم وكالبربري لليوناني . ([2])
وقال غيره : نتمكن من أن نعالج حرقة النار ولدغة الحية ولكن ليس للمرأة السيئة الأخلاق أي علاج .
ويرى توما الإكويني الفيلسوف أنها مخلوق ناقص التكوين وكائن عرضي .
وفي عهد الامبراطورية الرومانية كانوا يسكبون الزيت الحار على أبدان النساء التعيسات ويربطون البريئات بذيول الخيول ثم يجرونهن بأقصى سرعة كما يربطون الشقيات بالأعمدة ويصبون النار على أبدانهن .
ثانيا : المرأة في الحضارة الصينية :
لابد أن تطيع المرأة الرجل طاعة عمياء كالعبادة ، وسميت في كتبهم (المياه المؤلمة) التي تغسل المجتمع من السعادة والمال فهي شر يستبقيه الرجل بمحض إرادته ويتخلص منه بالطريقة التي يرتضيها ولو بيعا ، وقد يعضلون المرأة عن الزواج إذا مات زوجها ، فتبقى في البيت كالحيوان للخدمة دون أي حق إنساني كالحمير والبغال .
ثالثا : المرأة في الديانة البوذية :
النساء كالمصيدة جعلن لإغواء وفتنة الرجال وهذا الإغواء هو الذي يعمي أفكار العالم .
الصدق في نظر المرأة كالكذب والكذب كالصدق وهي تتزين بالزينات الكاذبة لكي نعجز عن كشف حقيقتها فالنجاة لا تحصل بمجالسة النساء ولكن بالعزوبة والفرار منهن .
رابعا : المرأة في الديانة الهندوسية :
الزواج عبارة عن بيع الرجل لابنته فهي لاترث زوجها ولا ولدها لأنها قطعة مملوكة , ولاتزال البنت في بعض الولايات وقفا للآلهة تحت خدمة أمناء المعابد .
وبعد موت الزوج يجب على المرأة اتباع أولاد زوجها ولايسمح لها بأي استقلال فردي .
والمرأة لديهم ماهي إلا تجسيد للأرواح الخبيثة المجرمة التي ولدت على هيئة امرأة .
وتقول أنديرا غاندي : المرأة تشبه السيف الحاد إنها تولد النيران ومن أجل هذه الخصائص على الرجل ألا يحبها ولا يعشقها أبدا .
ويجب على كل زوجة يموت زوجها أن يحرق جسدها على مقربة من جسد زوجها الذي يتم حرقه بعد موته ومن لم تفعل أذلها الشعب إذلالا يجعل الموت أهون وأكثر راحة لها من الحياة .
خامسا : المرأة في الديانة اليهودية :
كل مايفعله الرجل من أعمال لا أخلاقية فإثمه على المرأة , وفي التوراة : لقد بدأ الذنب من طرف المرأة وإن المرأة هي التي توجب موتنا .
وسوف يأتي عند الكلام عن الحيض منزلة المرأة في ذلك عند اليهود .
سادسا : المرأة في الديانة المسيحية :
المرأة متهمة اتهاما يجعل الفرار من الاقتران بها هو الفضيلة الأولى التي تقابل كونها سبب الخطيئة الأولى .
ويقول أحد القديسين : هل تعلمن أن كل واحدة حواء بالذات ..... يستمر إلى اليوم توبيخ الله لكن ولجنسكن عامة ، وعلى هذا يجب أن يبقى في نسلكن الشر والحقد ، أنتن أيها النساء مدخل الشيطان أنتن اللاتي قطفتن من ثمار تلك الشجرة الممنوعة أنتن اللاتي خدعتن آدم ، وذلك قبل أن يبدأ الشيطان حملاته ، أنتن اللاتي أضعتن سماء الله بسهولة .... إن شقاء الموت يرجع لعملكن القبيح وحتى موت ابن الله يرجع لعملكن الشنيع .
ويقول أحد الباباوات : لقد بحثت عن العفة بينهن ولكن لم أعثر على أي عفة ، يمكن أن نعثر على رجل من بين الألف رجل ذي عفة وحياء ولكن لن نتمكن أن نعثر على امرأة واحدة لها عفاف وخجل .
ويقول : إن الوحشية والافتراس خاصة للكواسر والغضب المملوء بالموت خاصة للثعابين ولكن المرأة علاوة على امتلاكها لهاتين الصفتين تتصف بالحقد والحسد أيضا .
ويصف أهل الكنيسة المرأة بأنها مدخل للشيطان وطريق للعذاب كلدغة العقرباء والبنت تعني الكذب والجحيم وهي عدوة الصلح وأخطر الحيوانات المفترسة .
وتجرد المسيحية المرأة من العقل وتجعل تفكيرها ليس عملية عقلية وإنما هو تفتق غريزي لمطالبها .
ويقول بعضهم : العقل أمانة عند الرجال لايلحقه أي خطأ أو عيب ولكن التفكير بطبيعة المرأة شيء مخجل ومخز حقا .
وصرح أحد كبار القساوسة بأن المرأة لاتتعلق ولا ترتبط بالنوع البشري .
وترى الكنيسة اليونانية أن المرأة جسد بلا روح .
وعقد الفرنسيون عام 586م مؤتمرا لبحث هل تعد المرأة إنسانا أم غير إنسان وأخيرا قرروا أنها إنسان خلقت لخدمة الرجل فحسب .
وأما الزواج فيقولون : حسن للرجل ألا يمس امرأة .
وحتى بعد الإسلام وصل الأمر في بعض الفترات الزمنية أن أنشىء مجلس اجتماعي في بريطانيا خصيصا لتعذيب النساء وتم حرقهن وهن أحياء .
وأصدر البرلمان الإنكليزي قرارا يحظر على المرأة قراءة الأناجيل .
وكان القانون الإنكليزي حتى عام 1805م يبيح للرجل أن يبيع زوجته وحدد الثمن بست بنسات !! ([3])
تعليقات